ديباجة الطبعة الأولى

إن ما يميز عالمنا وواقعنا اليوم ويصنع الفارق في ضبط موازين القوة والهيمنة هو المعرفة واكتسابها، ورصيد كل أمة منها، ولذلك فإن نقطة التحدي التي تطبع لحظتنا التاريخية الراهنة هي تحصيل هذه المعرفة المجلية للواقع والساعية لتشخيص مشاكله وتقديم الحلول لها… والتي تستثمر فيها الدول الغربية استثمارا كبيرا من خلال إيجاد “مراكز للفكر” تتربع على عرشها الولايات المتحدة الأمريكية… بينما تقل أو تنعدم نظيرتها في دولنا العربية. ورغم هذا التفاوت الكبير إلا أنه لا يعني بالضرورة أن النخب الفاعلة تُصنع دائما بقرار فوقي وإنما تكون أيضا نتاجا لحراك مجتمعي وتراكم ثقافي تُساهم في صُنْعِه حلقات القراءة والتي تعتبر فضاءً نقاشيا يهدف إلى تكوين فكر نقدي يساهم في فهم أدق للواقع… كما أنها تتيح ملاحظة ملامح التغير الفكري الهادئ… ومن بين ما يُلَاحَظُ من خلالها، وجود عزوف من طرف الشباب الجزائري عن الشأن الفكري في ظل تعدد الوسائط التي تحدد اهتماماتهم والتي ترتبط في علاقة جدلية مع الواقع المجتمعي وتتفاعل معه تأثرا وتأثيرا.

إن ظاهرة عزوف الشباب الجزائري عن الشأن الفكري تعتبر مؤشرا هامّا لاستشراف مستقبل النخبة في الجزائر، وهي تنبئ بخطر استمرار التفاوت المذكور أعلاه بخصوص مراكز الفكر باعتبار العامل البشري عنصراً مهما وحاسما في ذلك.

انطلاقًا مما تقدم وبناءً عليه، جاءت فكرة هذا الملتقى الفكري الذي نحاول فيه – كشباب مهتمين بسؤال النهضة الحضارية للأمة- فهم هذه الظاهرة وتحليل أسبابها ومآلاتها.

الإشكاليَّة العامّة الملتقىٰ:

ماهي الأسباب التي تفسر ظاهرة عزوف الشباب الجزائري عن الشأن الفكري؟

يتفرع عنها الإشكاليات الجزئية التالية:

– ماهي الصورة الواقعية الموصفة لعلاقة الشباب الجزائري بالشأن الفكري؟

– ما علاقة ظاهرة العزوف عن الشأن الفكري بالمجال التكويني الأولي (الأسرة، المدرسة…)؟

– ما علاقتها بالبنية الخارجية (الدولة، الثقافة الغربية، الرأسمالية)؟

– ماهي أهم الحلول الواقعية التي يمكنها تغيير المعادلة الواقعية وتصحيحها؟

.

.

إليكُم رابِط الـديباجَة كامِلَةً بصيغة PDF قابلَة للتحمِيل :

.